- chrtatu
عدد الرسائل : 64
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 31/01/2008
احلا القصص
السبت 02 فبراير 2008, 20:46
[size=16]فتاة عادية[/size]
[size=12]كانت الآنسة "فاطمة عوض" فتاةً عاديّةِ. "فاطمة" مثل ملايين الفاطمات ذلك لأنّه لم يحدث قط أنْ لفَتَتْ الأنظار إليها لأيّ سبب من الأسباب إلاّ في ذلك اليوم المشهود الذي سنأتي على ذكره فيما بعد.
[size=12]لم تكن فاطمة قبيحةَ حتى تلفت إليها نظر موظف الاستعلامات مثلاً حين تدخل مبنى الوزارة صباحاً، فيغمغم لنفسه كما يصنع حيال منظر الموظفات القبيحات:"لاحول ولا قوّة إلا بالله!..." كما أنّها لم تكن جميلة إلى الدرجة التي تجعل إنساناً مثله لا عمل له سوى مراقبة الناس ينصب ظهره ويشدّ حيله كما كان يفعل حين تمر به الجميلات من الموظفات وقد اشتعلت عيناه، وانفرجت أساريره كي يجيب على تحيّة الصباح بحماسة مابعدها حماسة: "ياصباح الفلّ والياسمين!"...
[size=12]كانت فاطمة تدخل وتخرج دون أن يرفع رأسه أحياناً، فهو كما يدّعي يعرف نوع المرأة العابرة قبل وصولها دون أن يُدقق فيها النظر. وإذا مارفع رأسه أحياناً لدى مرورها لم يكن يبدو عليه أنه يرى أحداً معيّناً. وحتى لو سُئل عنها هل دخلت أو خرجت فقد كان ممكناً ألا يتذكرها على الإطلاق.
[size=12]كانت فاطمة باختصار خير نموذج للفتاة العادية التي يمكن أن تصادف المئات والآلاف من أمثالها في جولة واحدة في المدينة. ومع ذلك فلابدّ من الاعتراف إنصافاً لها وللحق أن ابتسامتها كانت جميلة حقاً. ولعل السبب يعود إلى ترتيب أسنانها المدهش، وبياضها الناصع، وربما كانت هي الميزة الوحيدة التي جعلت شاباً ساخراً بطبيعته من كل شيء -مثل زميلها في الغرفة "غسان صالحاني"- لا يُدقق فيها النظر إلا حين تبتسم، وبخاصّة في وجود زميلتين جميلتين شقراوين مثل "منى فاضل" و"هالة محجوب" اللتين كانتا لا تأتيان إلى العمل إلاّ بأناقتهما الكاملة، فتغطيّان على وجود فاطمة عوض تغطية تامة. ومثله كان "مختار طبّال" شريكهم في الغرفة، والمشغول دائماً بزميلته "هالة" والخوض في سير الناس وفضائحهم معها.
[
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى